بسم الله الرحمن الرحيم
✳((..ائتلفا ولا تختلفا..))..
✏الشيخ :
محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله.
.....................................
📝وصايا من محاضرة:( ائتلفا ولا تختلفا )
.................
✏الوصية الأولى :
✳إن المجالس التي تحيي القلوب وتذكر الإنسان بالله -عز وجل- هي المجالس التي اغتبطوا بها.. وقد كان أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتفقون بها وينكرون ما عداها..
كما جاء ذلك في حديث حنظلة – رضي الله تعالى عنه-
● قال: يا رسول الله مالنا إذا كلنا جلسنا عندك وذكرتنا حتى كأننا نرى الجنة عيانا،، فإذا خرجنا من عندك أنكرنا ذلك من قلوبنا ،،
●فقال – عليه الصلاة والسلام:
"لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي،وفي الذكر، لَصَافَحَتْكُمُ المَْلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً "
■والمراد بذلك الساعة التي لا تنسى فيها نصيبك من الدنيا... التي تسعى فيها على نفسك وأهلك وولدك ؛؛
■فتكدح وتحصل ما تحتاج إليه مما يعينك في حياتك الدنيا على التبلغ إلى الله -تبارك وتعالى- في الدار الآخرة.
🔗فهذه المجالس :
●ترقق القلوب...
●وتنبه الغافل...
● وتعلم الجاهل...
● لاشك أن هذه المجالس هي التي يتذكر بها وهي التي يحسد عليها ويتمنى .. وأبدًا في جميع الأبقاع وفي جيمع الأوقات لأنها فيها تحيا القلوب...
...................................
✏الوصية الثانية :
✳فإن المرء لأخيه كالمرآة يرى فيها أخطاءه ،،،يرى فيها قصوره،، يرى فيها نقصه،، يرى فيها ضعفه ،،
وذلك بسبب المناصحة وبسبب بذل النصيحة من كل واحد منا لأخيه،،
فيتقوى بذلك ويصحح لنفسه بذلك ويستعين بعد الله بأخيه في ذلك.
●فإن الإنسان إذا انفرد ضعف وإذا اجتمع بإخوانه قوي،،،
●والشيطان ذئب ابن آدم كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح :
"وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"
-إذا كانت مع أخواتها لم يستطع عليها، مع بعض الغنم أمام الذئب ...لكن ضعيف مع ضعيف مع ضعيف،،
- فلو فرضنا ذلك فإنه لا يقوى عليها على الجماعة،، ولكن إذا انفرد ولو كان قويا كما لو كانت تلك الشاة لو كانت قوية قرناء إذا انفردت فإن الذئب يأكلها،،،
-وهكذا الشيطان إذا انفرد العبد فإنه يتسلط عليه ،،
-وإذا كان مع إخوانه قوي فلا يستطيع عليه،،
-فمثل هذه المجالس عظيمة،، ومثل هذه المجامع عظيمة،، ومثل هذه اللقاءات عظيمة،
يتقوى بها ...
●ولو لم يحصل مثل هذا الاجتماع،،
فيزور أخًا،، ويزور ثانيًا ،،وثالثًا ،،
فحينئذ يجد في نفسه الأثر العظيم من مثل هذه المجامع،،،
يفتقدها فيحاول أن يعوضها ولو بزيارة بعض إخوانه،، فيلتقي بهم فيحصل ما بينهم حينئذ من التدارس،،
ويحصل ما يحصل بينهم حينئذ من التشاور،، ويحصل ما يحصل بينهم حينئذ من التطاوع والتناصح كل ذلك من آثار هذه اللقاءات؛؛؛
........................................
📝الوصية الثالثه :
✳ومن زعم أنه قد استغنى عن التعلم فقد هلك وقد بدأ في النقص منحدرا بسرعة،،، نسأل الله- العافية والسلامة- ..
🔗لابد للدعاة إلى الله والمعلمين والمربين لا بد لهم من الالتقاء،،
ولابد لهم من
التشاور ،،،
ولابد لهم من التآخي والتزاور إلى غير ذلك،،،
🔗والأصل في ذلك أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما بعث أبا موسى ومعاذا إلى اليمن معلمين؛؛ وداعيين ؛؛ومفقهين ؛؛وقاضيين يحكمان بين الناس؛؛
أوصاهم تلك الوصية العظيمة التي في الحديث والألفاظ متعددة ..
وفي الحديث أنه قال لهما:
( يِّسرا َوَلاُتَعِّسرا، َوَبِّشِّرا َوَلاُتنَِّفَرا، َوَتطاَوَعا َََ
ِِِِ َوَلا َْتخََتلَفا )
💡وجاء في زيادة:
(واْئَتلَفا َولا َْتخَتَلَفا َواتفَقا َولا َتْفَترقَا)
🔗فهذه الوصايا منه –صلى الله عليه وسلم:
●لهذين السفيرين الذين بعثهما –عليه الصلاة والسلام- إلى اليمن ينبغي أن تكون بين أعيننا [نحن معاشر طلاب العلم والدعاة إلى الله] جميعا ينبغي أن تكون بين أعيننا.
💡فمن هنا اخترت هذه الجملة من هذا الحديث وهي قوله- عليه الصلاة والسلام-:
(( واْئتَلَِفا َولا َ ْتَخَتلِفا ))
●وذلك لأن التآلف بين الدعاة يورث :
⚡القوة في الدعوة..
⚡ ويورث أيضا القبول عند المدعوين.
●فإنهم إذا رأوا الدعاة إلى الله –جل وعلا- الذين هم بين ظهرانيهم على طريق واحد،، ويًدا واحدة فإنهم يقبلون عليهم،،
●فإذا اختلفوا فيما بينهم فإنهم حينئذ يفترقون ،،
●فالنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول هنا:
( يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا) ...يقول لأبي موسى ولمعاذ –رضي الله عنهما:
( يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا)...
●والتيسير مطلوب على الناس،،،
يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:
إن خير دينكم أيسره بعثت بالحنيفية السمحة يقول- عليه الصلاة والسلام-...
●ويقول- عليه الصلاة والسلام-:
(( إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما)) ..
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) الأحزاب٤٥-٤٦...
●فهنا أثبت له –سبحانه وتعالى – الدعوة،، والبشارة،، والنذارة..
.................................
📝الوصية الرابعة:
✳قال- جل وعلا-:
( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ١٢٥ النحل..
●من كانت قد كتبت له الهداية من الله فسيقبل،، ومن لا فهذا أمره عند الله- سبحانه وتعالى-..
🔗ولن تهدي من أحببت (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص: ٤٤ ،
🔗(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )﴿٥٢﴾ الشورى: ٤٢
💡المراد بالهداية هنا:
(( هداية الدلالة والإرشاد ))
💡أما هداية التوفيق والإلهام فهذه بيد الله- جلل وعلا-
والشاهد أن هذه الحنيفية السمحة ...
🔗وكما قالت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- في حديثها المتفق عليه.
●((ما خير رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما بشِّرط مالم يكن إثما ))..
💡وهذا فيه قاعدة في التيسير:
(( أن التيسير إنما يكون على حسب النصوص وعلى حسب ما هو مباح جار في ...الإباحة،، أما يوقع بالحرام فضلًا عما هو حرام هذا لا يجوز أن يرخص فيه))....
💡فيجب على الداعي إلى الله-سبحانه وتعالى- أن يكون متقيدًا في تيسيره على الناس بالنصوص الشرعية..
............................
📝الوصية الخامسة:
✳ثم بعد ذلك قال – عليه الصلاة والسلام-: (وبشِّرا ولا تنفرا):
●فأمرنا – صلى الله عليه وسلم-أن نكون معاشر الدعاة مبشِّرين،،وأن لا نكون منفرين.
●نكون مبشِّرين بأن نذكر للناس ما يرغبهم بالدار الآخرة ،،وما يرغبهم في دين الله- تبارك وتعالى- بذكر الثواب العظيم والجزاء الجزيل لمن آمن به- جل وعلا-،،
ولمن اتبع رسوله –صلى الله عليه وسلم-،، ولمن اتبع سنته النبوية- على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- وهكذا ..
●وإذا جاء وقت الترهيب رهب الإنسان لكن البشارة مقدمة،،،
●يقول ربنا -جل وعلا :
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٤٥﴾ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴿٤٦﴾ الأحزاب: 45-46 ،
●فبدأ بالبشارة قبل النذارة فيبشِّر فإذا أعرض الناس ورأى منهم الإعراض أنذرهم ف....عقوبة الله- جل وعلا-
💡لكن عليه أن يبدأ بالبشارة،،،
💡 كما عليه أن يبدأ بالتيسير على الناس بحدود الشرِّيعة الإسلامية ..لا يخرج بهم كما قلنا إلى المحرمات أو بما يوقع بالمحرمات من المباحات ... أو بالمحرمات بدعوى التيسير هذا لا يجوز، فإن الوسائل لها أحكام الغايات...
💬الشاهد:
الداعي إلى الله- جل وعلا- والمعلم المربي الموفق هو الذي يمشي على هذا يبدأ بالبشارة قبل النذارة ويبشِّر فيقبل الناس عليه، ولا يغلظ فينفر الناس عنه لأنه إذا بشِّر أقبلت القلوب، والقلوب تحب من يبشِّر وتحب أن تسمع الخير...
................................
📝الوصية السادسة:
✳ (على الدعاة أن يكونوا مثل أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-):
🔗لا يشنع بعضهم على بعض..
🔗 ولا يعنف بعضهم على بعض..
💡 وأنا أعلم إن بعضهم ربما استغلوا مثل هذه العبارة مني ،،،
●ولكني أقول هيهات إنما هذا فيما ذكرته من هذه القيود التي ذكرها أهل العلم...
●المسألة إذا كان فيها نقص فلا ينبغي لنا أن نخالف،،،
●ومن خالف أنكر عيله،،، فإن النصوص الصحيحة الصريحة التي لا ناسخ لها ولا معارض يجب الإغلاظ في الإنكار على من خالفها،، كما قال ذلك علماء الإسلام والسُّنة ولله الحمد...
●وأنا أقول هذا يكون في المسائل التي لا نصوص فيها أو فيها نص ليس بقاطع في الدلالة ظاهر الدلالة،،،
💡يعني يحتمل ويحتمل،،، يحتمل رأيي ويحتمل رايك،،، هذا ينبغي إذا اختلفنا أنا وأنت فيه بالرأي،،، فإنا ينبغي لنا أن يحتمل بعضنا بعضًا،،، وحينئذ نتطاوع،،،
،،،،فأنت تطيعني هذه المرة،،،
وإذا ما أطعتني هذه المرة جئت مرة أخرى وحصل مثل هذه الحاصلة،،،فإنني سأستح منك كل مرة أخالفك،،، كل مرة أخالفك فسأطاوعك وأدع اجتهادي لاجتهادك فيما ذكرنا،،، فيما ليس فيه نصًّا صريحًا عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-،،،
أو فيه نص صحيح لكنه ليس بصحيح،،، يحتمل هذا وهذا،،،،فحينئذ سأطاوعك وأستحي من كثرة المخالفة لك،،،
💡وتمشي حينئذ سفينة الدعوة ويتحد القادة وهم دعاة إلى الله –جل وعلا-..
💡إذا تطاوع الدعاة تآلفوا ولم يختلفوا،،،
وإذا تآلفوا فألف المدعون،،رأوا الدعاة على يد واحدة،،، ورأوا على طرقة واحدة،،، ورأوهم على قلب واحد،،،
💡فحينئذهم سيقبلون ويتآلفون فيما بينهم،،، وإذا حصل ما حصل قال انظر إليهم اختلفوا،،،، نعم لكنهم إخوة وأحبه فيما بينهم،،، ألا يسعنا أن نكون نحن هكذا؟ لو اختلفنا؟؟
💡ائتلفا ولا تختلفا واتفقا ولا تفترقا، يعني بقدر ما تستطيعان أيها الداعيان بقدر ما تستطيعان اتفقا ولا تفترقا...
Tidak ada komentar:
Posting Komentar