Kamis, 23 Juli 2015

موقف المسلم من الفتن

- موقف المسلم من الفتن -

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

- معنى الفتن:

الفتن جمع فتنة.
قال ابن فارس في مقاييس اللغة(٤/٤٧٢):
الفاء والتاء والنون: أصل صحيح يدل على ابتلاء واختبار.اهـ

وقال الأزهري في تهذيب اللغة(١٤/٢١١):
جماع معنى الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان.اهـ

والفتن نوعان:

- النوع الأول : فتن خاصة.
وهي الفتن التي  تخص المرء بعينة ، كفتنة المال والولد ونحوهما
قال تعالى ( إنما أموٰلكمـ وأولٰدكمـ فتنة والله عنده أجر عظيمـ )

قال الحافظ النووي في شرح مسلم (١/١٨٤):
وفتنة الرجل في أهله وماله وولده ضروب من فرط محبته لهم وشحه عليهم وشغله بهم عن كثير من الخير كما قال تعالى (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) أو لتفريطه بما يلزم من القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم فإنه راع ومسؤول عن رعيته وكذلك فتنة الرجل في جاره من هذا فهذه كلها فتن تقتضي المحاسبة ومنها ذنوب يرجى تكفيرها بالحسنات كما قال تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات).اهـ

- موقف المسلم من الفتن الخاصة:
عليه أن يتقرب إلى الله سبحانه تعالى بالأعمال الصالحة ، من صلاة وصيام وصدقة وغير ذلك.

عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
رواه البخاري (٥٢٥) ومسلم (١٤٤)

- النوع الثاني: فتن عامة.
وهي الفتن التي تعم كل الناس.
قال تعالى ( الٓمٓـ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهمـ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكـٰذبين )

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٦/٢٦٣):
هذا استفهام إنكار ، ومعناه أن الله لابد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان.اهـ

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يُشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به )
رواه البخاري (٣٦٠١) ومسلم (٢٨٨٦)

- والفتن العامة إذا وقعت ذهبت عقول الناس ، والتبست الأمور.

قال حذيفة رضي الله عنه :( ما الخمر صرفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتن )
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه(٧/٤٧٥)

وقال علي رضي الله عنه : ( إن الفتنة إذا أقبلت شبّهت وإذا أدبرت أسفرت )
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٧/٥٢٨)

وبوب الإمام نعيم بن حماد في كتابه الفتن(١/٦٢)
باب: ما يذكر من انتقاص العقول وذهاب أحلام الناس في الفتن.

وبوب الإمام عثمان الداني في كتابه السنن الواردة في الفتن(١/٣٥٠): باب: ما جاء في ذهاب العقول عند وقوع الفتن.

وبوب العلامة حمود التويجري في كتابه إتحاف الجماعة(١/٢٣): باب: أن الفتن تُذهب العقول.

- موقف المسلم من الفتنة العامة:
ينبغي للمسلم إذا وقعت الفتن العامة أن يتمسك بثلاثة أصول ، هي المنجية من هذه الفتن
بإذن الله تعالى.

الأصل الأول: الاعتصام بالكتاب والسنة.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( تركتوا فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه )
رواه مالك بلاغاً (١٧١٨)
ورواه البيهقي في السنن الكبرى(١٠/١١٤) موصولاً عن ابن عباس.
قال الحافظ ابن عبدالبر في التمهيد(٢٤/٣٣١):
هذا محفوظ معروف مشهور عن النبي عليه الصلاة والسلام عند أهل العلم شهرة يكاد يستغنى بها عن الإسناد.اهـ

وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ )
رواه أحمد(٤/١٢٦) وأبوداود(٤٦٠٧)
وقال الترمذي(٢٦٧٦): هذا حديث حسن صحيح.

قال العلامة ابن باز في الفتوى (٥/١٢٣):
فجدير بأهل العلم من الشباب وغيرهم أن يعضوا على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
بالنواجذ وأن يتفقهوا فيهما ، مع سؤال علماء الحق عما أشكل عليهم من الأحكام.اهـ

الأصل الثاني: عدم الخوض في الفتن والرجوع إلى العلماء الراسخين.

قال تعالى ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه )
رواه أحمد(٥/٣٢٣) وقال الهيثمي في المجمع(١/١٢٧): إسناده حسن.
وقال الألباني في صحيح الجامع(٥٤٤٣): حسن.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام عن الفتن :( أفلح من كف يده )
رواه أبو داود (٤٢٤٩) وصححه الألباني.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال( املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )
رواه الترمذي(٢٤٠٦) وقال حديث حسن.
وقال الألباني: حديث صحيح.

قال الحسن البصري رحمه الله :(إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم ، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل)
رواه البخاري في التاريخ الكبير(٤/٣٢١)

وقال العلامة الفوزان في محاضرات في العقيدة(٣/١١٩): أهل العلم هم أهل القول في الدنيا والآخرة .. والله سبحانه وتعالى أمر بالرجوع إلى أهل العلم وأهل الفقه عند المشكلات وسؤالهم .. وأهل العلم أيضاً هم أهل الثبات عند فتن الشهوات أو الشبهات.
إلى أن قال: فالعلماء لهم مكانتهم ولهم قدرهم   ولا يصلح الناس بدون وجود العلماء ، والمراد بالعلماء أهل العلم النافع والعمل الصالح الذي بعث الله به نبيه عليه الصلاة والسلام.اهـ

الأصل الثالث: لزوم جماعة المسلمين وإمامهم.

قال حذيفة رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر الفتن ، فما ترى إن أدركني ذلك؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) قلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )
رواه البخاري (٧٠٨٤)

وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ( عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة )
رواه الترمذي(٢١٦٥) وقال: حديث حسن صحيح غريب.
وقال الحاكم في المستدرك(١/١١٤): صحيح على شرط الشيخين.
وقال القاري كما في التحفة(٦/١٦):إسناده صحيح ، ورجاله رجال الصحيح إلا إبراهيم بن الحسن الخثعي ، فإنه لم يخرج له الشيخان وهو ثقة ثبت.اهـ

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة)
رواه الآجري في الشريعة(١٧) بسند حسن

- ختاماً:

نسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها
وما بطن.
عن المقداد رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن السعيد لمن جُنِّب الفتن ) رواه أبو داود(   ٤٢٦٣) وصححه الألباني.

كتبه:
بدر بن محمد البدر

ينقل من المجموعة واتساب الجرح و التعديل ٢

Tidak ada komentar:

Posting Komentar