إن مما يتميز به ديننا الإسلامي الحنيف أنه دين الأخلاق الحسنة، والصفات الجميلة، والمعاملات الرائعة، دين تميز بالطهارة الحسية والمعنوية، دين يحث على التخلق بالأخلاق الحميدة، ويحذر من الأخلاق الرديئة والمشينة.
ومن هذه الأخلاق الحميدة التي يحث عليها الإسلام؛ خلق العفة،
معنى العفة لغةً:
مصدر عفَّ يقال: عَفَّ عن الحرام يعِفُّ عِفَّةً وعَفًّا وعَفَافَةً أي: كفَّ، فهو عَفٌّ وعَفِيفٌ والمرأة عَفَّةٌ وعَفِيفَةٌ وأعَفَّهُ الله، واسْتَعَفَّ عن المسألة أي: عفَّ، وتَعَفَّفَ: تكلف العِفَّةَ.
والعِفة الكَفُّ عما لا يَحِلُّ ويَجْمُل، والاسْتِعْفاف طلَبُ العَفافِ (1) .
معنى العفة اصطلاحًا:
هي: (هيئة للقوة الشهوية متوسطة بين الفجور الذي هو إفراط هذه القوة، والخمود الذي هو تفريطها، فالعفيف من يباشر الأمور على وفق الشرع والمروءة
قيل هي: (ضبط النفس عن الشهوات وقصرها على الاكتفاء بما يقيم أود الجسد، ويحفظ صحته فقط، واجتناب السَّرف في جميع الملذات وقصد الاعتدال)
(3) .
وقيل هي: (ضبط النفس عن الملاذ الحيوانية، وهي حالة متوسطة من إفراط وهو الشره وتفريط وهو جمود الشهوة)
إن العفة هي طلب العفاف والكف عن المحرم الذي حرمه الله –جل وعلا- والاكتفاء بما أحلّ -سبحانه وتعالى- وإن كان قليلاً.
لقد حرص الإسلام على أن ينأى بالناس عن الشهوات الحيوانية، والأخلاق الشيطانية، والنفس بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون، تؤثر فيها المؤثرات، وتعصف بها الأهواء والأدواء، فالنفس أمارة بالسوء، تسير بصاحبها إلى الشر، فإن لم تُستوقف عند حدها، وتلجم بلجام التقوى والخوف من الله، وتأطر على الحق أطرا، وإلا فإنها داعية لكل شر وهوى ومعصية، والنفس بطبيعتها إذا أُطعمت طعمت، وإذا فوضتَ إليها أساءت، وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت إليها الأمر فسدت، والعفة تأتي لتهذيب النفس وتزكيتها من أهوائها وشهواتها، لتتجلى فيها مظاهر الكرامة الإنسانية، وتبدو فيها الطهارة والنزاهة الإيمانية،
نصوص الكتاب والسنة
لقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بالحث على التخلق بهذه الصفة الجميلة؛ فمن ذلك ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طُعمة) رواه أحمد .وكان -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه العفاف؛ كما في الحديث أن كان صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)) رواه مسلم.كما نبه صلى الله عليه وسلم إلى أن الجزاء من جنس العمل، حيث يقول صلى الله عليه وسلم : ((بروا آباكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم)) رواه الطبراني بإسناد حسن .وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من يتخلق بهذه الصفة فإن الله يعينه، كما جاء في الحديث : ((ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)) رواه الترمذي .وأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن العفيف عما حرم الله من أوائل الناس دخولا الجنة؛ كما جاء في الحديث أن قال: ((عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد وعفيف متعفف وعبد أحسن عبادة الله ونصح لموالية)) رواه الترمذي.
أيها الناس: الحديث عن العفة يطول؛ لأن العفة لها تقسيمات وتفريعات كثيرة؛ ولكن حديثنا هو عن العفة عن ما حرم الله، العفة عن الفواحش، وذلك بحفظ الفرج عما حرم الله..
ثمرات العفة
للعفة عما حرم الله فوائد وثمرات عاجلة وآجلة، ثمرات يجنيها المرء في الدنيا، وثمرات يجنيها في الآخرة، ومن هذه الثمرات ما يلي:
امتثال أمر الله، فقد أمر –سبحانه- المؤمنين والمؤمنات، بذلك: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، هذا أمر للمؤمنين، وفي المقابل أمر المؤمنات، فقال: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}1.
يقول العلامة الشنقيطي: “أمر الله -جل وعلا- المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وحفظ الفرج، ويدخل في حفظ الفرج: حفظه من الزنى، واللواط، والمساحقة، وحفظه من الإبداء للناس والانكشاف لهم، وقد دلت آيات أخر على أن حفظه من المباشرة المدلول عليه بهذه الآية يلزم عن كل شيء إلا الزوجة والسرية، وذلك في قوله تعالى في سورة “المؤمنون” و “سأل سائل”: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}2. فقد بينت هذه الآية أن حفظ الفرج من الزنى، واللواط لازم، وأنه لا يلزم حفظه عن الزوجة والموطوءة بالملك… وقد وعد الله –تعالى- من امتثل أمره في هذه الآية من الرجال والنساء بالمغفرة والأجر العظيم، إذا عمل معها الخصال المذكورة معها في سورة “الأحزاب”، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى قوله تعالى: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}3.
فعلى المسلم أن يحفظ فرجه عما رحمه الله، فذلك من حق الحياء الذي يجب عليه لله؛ كما جاء في الأثر عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا يا نبي الله إنا لنستحيي والحمد لله، قال ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))4.
يقول العلامة ابن رجب -رحمه الله-: “وحفظ الرأس وما وعى) يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات (وحفظ البطن وما حوى) يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على ما حرم الله، قال الله -عز وجل-: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}5. وقد جمع الله ذلك كله في قوله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}6. ويتضمن أيضا حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب، ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج”.. وقال أبو إدريس الخولاني: “أول ما وصى الله به آدم عند إهباطه إلى الأرض حفظ فرجه، وقال لا تضعه إلا في حلال”7.
ومن ثمرات العفة: ثناء الله -تعالى- على أهل العفة الذين حفظوا فروجهم إلا عما أحل الله لهم، من زوجة أو أمة..
الإنسان يفرح بثناء الناس عليه ومدحهم له، ويعتزون بذلك، فمثلا الطالب يفرح بثاء معلمه عليه أمام زملائه، والطالبة تسعد بثناء معلمتها، وحين يكون الثناء والتزكية ممن له شهرة بين الناس تعلو قيمة الثناء، فكيف إذا كان الثناء من خالق البشر جميعا، وخالق السماوات والأرض بمن فيهن؛ يقول الله -عز وجل- في مدح المؤمنين الذين اتصفوا بهذه الصفة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى أن قال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}.
إنه ثناء لا يعدله ثناء، شهادة من الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء بالإيمان، وإخبار عن فلاح هؤلاء الذين من صفاتهم: حفظ الفرج والتجافي عن الفواحش!.
وقد علق العلامة ابن القيم آيات المؤمنون: بقوله: “وهذا يتضمن ثلاثة أمور: من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين، وأنه من الملومين، ومن العادين، ففاته الفلاح، واستحق اسم العدوان، ووقع في اللوم”8.
الفوز بالجنة، والنعيم المقيم في الآخرة، كما قال تعالى بعد أن عدد الله صفات المؤمنين، وأن من صفاتهم: حفظ الفرج عما حرم الله، قال في ختام الآيات: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وقال في سورة المعارج: {أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}9، فأهل العفة أهل لكرم الله، والفوز بمغفرته، ونيل رضوانه وجنته؛ كما قال تعالى مثنيا عليهم :{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ … وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.
بل لقد ضمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن حفظ جوارحه عما حرم الله الجنة؛ كما جاء في الحديث أنه قال: ((من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة))10. فحقق الشرط، وهو حفظ الجوارج عما حرم الله؛ تفوز بالمشروط، وهو جنة الله -تبارك وتعالى-، وذلك أعلى وأغلى مطلب يسعى الإنسان لتحصيله؛ إنها الجنة –جعلنا الله من ورثتها- التي كل عامل في هذه الدنيا يعمل من أجلها، فالعالم الذي يقضي وقته في العلم والتعليم، والعابد الذي ينصب في عبادة ربه، والمجاهد الذي يرخص نفسه في سبيل الله، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، والداعية الذي يواصل سهر الليل بكدّ النهار ويقيمه همّ الدعوة ويقعده، هؤلاء جميعا ذلك للحصول على هدف واحد، ومطلب وحيد، وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار.
الاستظلال تحت ظل العرش يوم القيامة، في ذلك اليوم الرهيب، حيث تقترب الشمس من الناس على قدر ميل، ويلجمهم العرق إلجاماً، ويبلغ بهم الأمر مبلغه، في ذلك اليوم الذي ليس كأيامنا، وإنما مدته خمسين ألف سنة؛ والناس جميعا تلفحهم حرارة الشمس، وهؤلاء الأصناف مستظلين تحت ظل العرش، كما أخبرنا بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: ((ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله رب العالمين))11..
وهذا ليس محصورا في حق الرجال فحسب، بل يعم ذلك النساء أيضا، فأيما امرأة روادها رجل على الزنى فأبت وامتنعت عن ذلك؛ خوفا من الله، فإنها تدخل ضمن هؤلاء السبعة الذين يستظلون تحت ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله.
أنها سبب لتفريج الكربات، واستجابة الدعوات، كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة وابن عمر -رضي الله عنهم- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: ((بينما ثلاثة يمشون إذ أخذتهم السماء فأووا إلى غار في الجبل، فانحطت عليهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا صالحة عملتموها فادعوا الله بها)) فدعا أحدهم بقوله: (اللهم إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار، فجئتها بها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: يا عبدالله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا من هذه الصخرة، ففرج الله لهم فرجة)).
كيف فرج الله عنهم تلك الكربة، ورفع عنهم تلك المحنة، بعملهم الصالح، ومن ذلك العفة عما حرم الله، وحفظ الفرج عن الفاحشة، فقد دعا أحد هؤلاء الثلاثة بعفته عما حرم الله، وامتناعه عن ذلك مع تهيؤ الأسباب لذلك، ولكن مراقبة الله وتقواه منعته وحجزته عن ذلك.
صيانة المجتمع وحمايته من التردي في مهاوي الرذيلة والفاحشة، والتبرج والسفور والاختلاط المحرم، ذلك أن المجتمع كلما كان عفيفا، طاهرا، كلما دل على نقاء المجتمع وطهارته، وبذلك تقل الجرائم، ويحفظ الأمن، وتصان الأعراض، وتحفظ الأنساب، يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله-: “ولما كانت مفسدة الزنا من أعظم المفاسد، وهى منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الفروج، وصيانة الحرمات، وتوقى ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته وأخته وأمه، وفى ذلك خراب العالم كانت تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنها الله –سبحانه- بها في كتابه ورسوله في سننه”12.
ويقول أًيضاً: “المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونكست رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنا فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإن حملته الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبيا ليس منهم، فورثهم وليس منهم ورآهم وخلا بهم وانتسب إليهم وليس منهم إلى غير ذلك من مفاسد زناها، وأما زنا الرجل فإنه يوجد اختلاط الأنساب أيضا، وإفساد المرأة المصونة، وتعريضها للتلف والفساد، ففي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين”13.
السلامة والنجاة من نار السموم، كما قال -تعالى-: ((ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله))14.
فالزنا سبب من أسباب العذاب في الآخرة، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك كما في قصة الإسراء والمعراج الطويلة، وفيها: ((فقالا لي انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، وإذا فيه لغط وأصوات، قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، فقال: قلت من هؤلاء؟) إلى أن قال: (وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني).
ومن ثمرات العفة: التخلق بأخلاق الأنبياء والرسل، وسائر عباد الله الصالحين، والتشبه بهم، واللحوق بهم، فإن من أحب قوما حشر معهم، فكيف بمن عمل بعملهم، لا شك أنه سيكون معهم لا محالة بعد فضل الله ورحمته وكرمه..
ومن ثمرات العفة أيضا: ما يحصل للعفيف من لذلة الانتصار على نفسه الإمارة بالسوء، بحيث يتحكم بها، ويسيطر عليها، بحيث ينهاها عن الهوى، كما قال ربنا: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} سورة النازعات(41) (40)، فمن خاف مقام ربه فإن له جنتان، كما قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} سورة الرحمن(46).
المصدر : ibnuljazari.wordpress.com
Tidak ada komentar:
Posting Komentar