التحذير من أسلوب خطير!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد
فهذا نصح وتحذير من الوقوع في خطأ كبير، يتساهل فيه كثير من الناس، ويحسبون أنهم مهتدون.
ألا وهو الكذب على إمام من أئمة السنة وتفسير كلامه بغيره مقصوده، ثم الاجتهاد في نشر ذلك الكذب والتحريف، فيحصل بذلك من التلبيس والتضليل ما لا يعلمه إلا الله.
ذلك الإمام المكذوب عليه هو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، الذي صار محنة لأهل زمانه، حيث لا يبغضه إلا حاسد أو مبتدع مريض.
فلا شك أن العلامة المجاهد الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله- جاهد أهل البدع بأصنافهم، فقد واجه الحدادية الغلاة والمميعة الجفاة وفضح مناهجهم، وكشف عن حقيقتهم.
فقد رد على فالح الحربي الحدادي، الذي تكلم في جملة كبيرة من أفاضل العلماء والدعاة السلفيين وأخرجهم من السلفية بلا دليل على إخراجهم، وإنما هو الهوى وتطبيق قواعده الحدادية الخلفية.
فأول من أنكر على فالح وغيره من الغلاة هو الشيخ ربيع فكان يناصحه ويراسله سرا، فلما عاند فالح وكابر؛ حذر منه الشيخ وفضح منهجه، وقد انتشرت ردوده ثم جمعت في مجلد بعنوان "المجموع الواضح في الرد على فالح" ولم يعرف الناس -في الجملة- حدادية فالح الجديدة إلا بردود الشيخ ربيع حفظه الله.
وقد كانت ردود الشيخ ربيع على فالح تناسب الرد على منهج الحجوري الحدادي، لوجود التشابه بين الطريقتين الحداديتين في الحكم على الأشخاص وتبديعهم، وقد فعل ذلك بعض الأفاضل، حيث رد على الحجوري بردود الشيخ ربيع على فالح، فإن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات كما لا تجمع بين المختلفات!
ولكن العجيب هو الكذب والتلبيس الذي يفعله المتعصبون في هذه الفتنة! حيث إنهم يتتبعون بعض العبارات من ردود الشيخ ربيع على الحدادية، فيأخذونها، ثم ينزلونها على السلفيين الناصحين الذين تبرأوا من طريقة محمد الإمام وأخذوا بنصائح كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ ربيع.
فيعمد هؤلاء إلى كلام الشيخ -بحسن نية أو بخبث طوية- ثم ينشرونه في وسائل التواصل الاجتماعي بطريق النسخ واللصق! متوهمين أن في كلام الشيخ ربيع ردا على أهل الحق في هذه الفتنة!!
وقد يفعلون كذلك بكلام غيره من العلماء!
ولا شك أنهم بهذا الصنيع قد أساءوا إلى الشيخ ربيع -أو غيره من العلماء-، وقد زين لهم الشيطان سوء عملهم هذا فرأوه حسنا، زين لهم الشيطان أن ذلك من نشر العلم وبذل النصح، وإنما هو الكذب على العلم والعلماء، والغش والتلبيس على الجهلة الأغمار، فإلى الله المشتكى.
فالله يعلم كم يعاني الناصح في مناصحة الجهلة وإقناعهم بمقصود الشيخ ربيع بكلامه أو غيره من العلماء.
فلاشك أن هذا الفعل منهم تحريف لكلام الشيخ ربيع وكذب عليه، وتفسير له بما يوافق أهواءهم، وما أكثر الكذب والبهتان في هذه الفتنة!
ومما يفضح كذبهم: أن موقف الشيخ ربيع واضح من هذه الفتنة، وهم يعرفون ذلك! ولكنه الإصرار على الكذب والهوى، والله حسيبهم.
وبعض هؤلاء يفعل ذلك خطأ وجهلا منه، حيث يجهل مقصود الشيخ بكلامه، فيكون بمنزلة من تصدر للدعوة وهو جاهل بما يقول! فيضل ويضل.
وسبب وقوع هذا البعض في الجهل والخطأ، وتفسيرهم لكلام الشيخ على غير مراده: هو عدم معرفتهم بسبب كتابة الشيخ ورده وبسياق كلامه، بل قد يكون الكثير منهم لم يعرف من الكتاب الذي يعزو إليه إلا هذه العبارة التي يتصرف فيها وينشرها!!
ولا شك أن معرفة سبب الكتابة وكذا معرفة سياق الكلام هذا مما يعين على فهم مقصود الكلام، كما قرر ذلك بعض العلماء، انظر "الدرر السنية" (157/9).
وإن هذا التصرف السيئ في تفسير كلام الشيخ ربيع له عاقبة سيئة، فإن الذي يقرأ هذه المنشورات وهو لم يفهم كلام الشيخ على مراده -لضعف بصيرته في فهم المنهج السلفي في التعامل مع المخالف- هذا هو ضحية هذا التلبيس، فقد يكون ذلك فتنة له، ف"لا تسأل عمن هلك: كيف هلك؟ ولكن سل عمن نجا: كيف نجا؟!" -نسأل الله أن يعافينا من الفتن ومن مواردها-.
فلهذا ينبغي على هؤلاء أن يتقوا الله فيما ينشرون، وأن يتفهموا كلام الشيخ قبل نشره، وأن يفهموا المقصود منه، فإن لم يفهموه على وجهه فليسلموا أنفسهم من الزلل، وليريحوا غيرهم من العناء، والله المستعان وعليه التكلان.
📝 كتبه: أحمد بن سليمان بادخن
📅 الأحد 1438/4/15ه
0 Response to "التحذير من أسلوب خطير"
Posting Komentar