الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق
يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء
الحلقة الأولى
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد زادت وقاحة أهل البدع، وقلّ حياؤهم، وأصبحوا لا يخجلون من الكذب والتضليل، يظلّ الواحد منهم يجني على الحقّ عقودًا من السنين، يفسد عقول الشباب بمفاهيمه العوجاء، ويضيّع شباب الأمة في ترّهات هذه الأحزاب، في الوقت الذي يجد من أهل الحقّ صدورًا واسعةً سنين عددًا على اعوجاجه، فيناصحونه، ويستعملون كلّ وسيلة لرجوعه، ثم يظهر هذا الظالم للجميع أنه هو المظلوم الصابر، الذي أفنى حياته نُصحًا للأمة.
ومن هؤلاء عبد الرحمن عبد الخالق الذي يتخبّط في دعوته قرابة أربعين عامًا، حربًا على السلفيّة وعلمائها، ونصرةً للمناهج المنحرفة، كمنهج الإخوان المسلمين – الذي ظهر فساده وإفساده لكلّ ذي عينين – ومنهج جماعة التبليغ، وغيرهما من المناهج المنحرفة.
وقبل الوقوف مع مقال عبد الرحمن عبد الخالق، نحبّ أن نبيّن من هو عبد الرحمن عبد الخالق ؟! وما هي انحرافاته ؟! وهذا سيساعد القارئ كثيرًا على فهم الدوافع لهذا الرجل وأمثاله، التي دفعته إلى كتابة تلك الافتراءات.
1 ـ انحرافات عبد الرحمن عبد الخالق
أولًا: ـ يدافع عبد الرحمن عبد الخالق بقوّة عن الأحزاب الموجودة على الساحة الدعوية من حزب الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، ويرى أن لها فضلًا على المسلمين، لا ينكره إلا صاحب هوى وتعصّب، بينما يصبّ جام غضبه على دعوة أهل السنة والجماعة.
ثانيًا: ـ طغيان الاتجاه السياسي على الاتجاه الدعوي عند عبد الرحمن عبد الخالق، وعند "جمعيّة إحياء التراث"، حتى صارت حزبًا سياسيّا محضا يتغطّى بغطاء الأعمال الخيريّة، فقد صارت تنافس الحكام، وتؤيّد خصومهم السياسيّين، وأصبح عبد الرحمن عبد الخالق يدعو إلى المشاركة في الدخول في البرلمانات كما في رسالة: "مشروعية الدخول في المجالس التشريعية". ويرى جواز الدخول في البرلمانات الديمقراطية في رسالته: "المسلمون والعمل السياسي". ويرى عبد الرحمن عبد الخالق جواز المظاهرات، وأنها من وسائل الدعوة إلى الله - كما في رسالة: "فصول من السياسة الشرعية في الدعوة إلى الله تعالى" -.
ثالثًا: ـ أيّد عبد الرحمن عبد الخالق ثورة مصر على حاكمها السابق حسنيّ مبارك، دون أدنى مبالاةٍ بما يسفك من الدماء، ولا مبالاة بدخول البلد في فوضى عارمة، ولا مبالاة بتفريق جماعة المسلمين، ولا أدنى خوف من تسلّط العدوّ عليها.
وبعد سقوط محمد مرسي، أيّد عبد الرحمن عبد الخالق الفوضى التي قام بها الإخوان المسلمون في مصر، وأخرج مقالاتٍ في الصحف يعترض فيها على فتوى العلماء الذين يقولون: "إن ما يدور في مصر يعتبر فتنة، فلا يجوز المشاركة فيها".
رابعًا: ـ تسعى جمعية إحياء التراث جاهدةً لتفريق صفوف أهل السنة، وإفساد شبابهم بالأموال، فقد فرّقت "جمعية إحياء التراث" الدعوة السلفية في كلّ مكان، فجمعية إحياء التراث تعرض الأموال على السلفيين بشرط تبعيتهم لجمعية إحياء التراث، ولا يمكن أن تعطي الجمعيّة مالًا لأحد دون أن يكون ولاؤه التامّ لها دون غيرها، وحينها ينقسم الطلاب إلى قسمين، قسم يقبلُ بالتبعية لجمعية إحياء التراث، وقسم يرفض التبعية لها أو لغيرها، فتحصل في الدعوة فُرقةٌ كبيرةٌ بسبب ذلك، تصل هذه الفرقة إلى التناحر، والاختلاف الشديد.
قال شيخنا الشيخ مقبل: (فبعض ضعاف النفوس غرّهم عبد الرحمن عبد الخالق بديناره لا بأفكاره). [1] وكان شيخنا يشتكي منه ومن جمعيته، ويتكلم عليه كثيرًا، حتى إن شيخنا رحمه الله تعالى كان يقول: (جمعية إحياء التراث فرقت الدعوة السلفية في مصر واليمن والسودان والهند وباكستان وغيرها). [2]
خامسًا: ـ وفي الوقت الذي يقوم عبد الرحمن عبد الخالق هو وجمعيّته بالدفاع عن منهج الإخوان المسلمين، وتعظيم رموزهم، والترويج لهم، ونشر كتبهم، والدعوة إلى منهجهم الخارجيّ، يقوم هو وتلامذته بحرب ضروس على الدعوة السلفية، إفسادًا لمفاهيمها، وتشويهًا بعلمائها، - ولاسيّما من تصدّى من العلماء لتعريتها، وكشف حقيقتها - وكلّ ذلك تحت ستار السلفيّة.
ومن ذلك ما يقوم به تلميذه الإخوانيّ - البار به بمنهج الإخوان المسلمين - عبد الرزاق الشايجي في رسالته: "خطوطٌ عريضةٌ لأصول أدعياء السلفية الجديدة" حيث ذكر فيها أن السلفيين خوارجُ مع الدعاة، ومرجئة مع الحكام، وروافض مع الجماعات. [3]
ومن هنا سنفهم لماذا قال الشيخ الألباني - رحمه الله - إن عبد الرحمن عبد الخالق "تسلّف" في الجامعة الإسلامية – أي: كان سلفيًّا -، ثم انتهى أمره إلى منهج الإخوان المسلمين. [4] ومثله كلام شيخنا الشيخ مقبل - رحمهما الله -.
سادسًا: ـ لقد حذّر من انحرافات عبد الرحمن عبد الخالق جمع من علماء أهل السنة والجماعة، ومن هؤلاء:
أ ـ سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز - رحمه الله – الذي استدعاه من الكويت، وطلب منه أن يكتب تراجعًا واضحًا في الصحف يرجع فيها عن انحرافاته، واتّهاماته لأهل العلم، وطعوناته الفاجرة في حقّهم.
ب ـ فضيلة الشيخ العلامة المحدّث محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – الذي ذكر أن عبد الرحمن عبد الخالق انتهى أمره إلى الإخوان المسلمين.
ج ـ وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - الذي وصفه بأن ما يقوله كذب.
د ـ وفضيلة الشيخ صالح بن غصون - رحمه الله - الذي وصفه بأنه فاجر.
هـ ـ وفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان. [5].
و ـ وفضيلة الشيخ الوالد محمد بن عبد الوهاب البنا - رحمه الله -.
ز ـ وفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
ح ـ وفضيلة شيخنا الوالد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله -. بل قال عنه شيخنا مقبل: "وأخشى أن يكون مدسوساً على الدعوة".
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفيّ
المعروف بعليّ الحذيفي
الاثنين 6 / ذو الحجة / 1438 هـ
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] "فضائح ونصائح" (ص 50).
[2]"غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة".
[3] وقد قال شيخنا في "تحفة المجيب" (ص287) عن الشايجي: (أفٍّ لك أيها الكذاب، فأشهد أنك كذاب ترمي السلفيين بما ليس عندهم).
[4] انظر: "أشرطة لقاء ناصر العمر مع الإمام الألباني"، وانظر: "العلماء يتولون تفنيد الدعاوى السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق" للأخ أبي أحمد السلفي. و"رسالتي إلى جمعية إحياء التراث" لشيخنا الشيخ مقبل – رحمه الله - وهي ضمن كتابه: "قمع المعاند"، وشريط: "الشهاب الحارق على عبد الرحمن عبد الخالق" لشيخنا. وراجع شريط: "ما قاله أهل العلم في عبد الرحمن عبد الخالق".
[5] قال الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (10/36): (لما وصلت الفوزان رسالة يبرئ عبد الرحمن عبد الخالق نفسه فيها مما قيل فيه، أرسل رسالة مصحوبة بعشرات الأخطاء في حق العلماء صدرت منه في كتبه وأشرطته وطلب منه الإجابة عنها، فلم يجب ولا برد السلام عن تلك الرسالة، أفادني بذلك الشيخ صالح الفوزان نفسه) ا.هـ
Tidak ada komentar:
Posting Komentar