Sabtu, 08 Agustus 2015

الفوارق الجلية بين صلح الحديبية والوثيقة الطاغوتية

الفوارق الجلية بين صلح الحديبية والوثيقة الطاغوتية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصاحبه أجمعين
أما بعــد

  فمن أسمج الأعذار وأبردها أن يعتذر المتعصبون عن إقرار تلك الوثيقة الطاغوتية بأنها مثل صلح الحديبية, وأن من تأمل في عبارات الوثيقة لم يجد فوارق معنوية بينهما!!!

هذا يقرره الكثير من مدرِّسي!!! دار الحديث بمعبر .

   والأدهى والأمر: أن ذلك قرَّره شيخ الدار نفسه وصاحب الوثيقة بعينه, حيث قال في جلسة له في "الطِّوال" -أثناء دخوله للحج (سنــة٣٥هــ) في كلامه حول الوثيقة-: "فجَرَتْ وساطة بيننا وبين الحوثة,ثم جاءت الوساطة بهذه الوثيقة جاهزة للتوقيع, وكان أمامنا خياران: إما الحرب أو عقد الصلح, فبِتُّ تلك الليلة أستخير الله عز وجل فاخترتُ الصلح" .

   فهذا  كلامه بحروفه فيه التصريح بأن الوثيقة (صلح).

  وأما طلابه المتعصبون فكثيراً ما يصرحون بذلك.

   ووالله لولا أن من الجُهَّال والدهماء من يصدِّق هذا الكلام ويغترُّ به لما اشتغلْت بالردِّ عليه لوضوح بطلانه

    فأقول: تأمل الفوارق الجلية بين صلح الحديبية والوثيقة الطاغوتية, لتعرف أن القوم جمعوا بين الزلل وبين سوء الفهم:

1⃣أن صلح الحديبية بوحيٍ من الله -كما في حديث صلح الحديبية- وأما التوقيع على الوثيقة فهو رأي استحسنه محمد الإمام!! والفرق بين الوحي  وبين رأي الإمام كالفرق بين الله وبين خلقه!!!

   وهذا الجواب وحده كافٍ في إسكات القوم لو كانوا يفقهون!!ٍ

   2⃣أن عبارات صلح الحديبية ليس فيها محذور, وإنما هي انتقال من شيء جائز مشروع إلى مثله,  فغيَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظ البسملة في كتابة الصلح إلى لفظ (باسمك اللهم), وترك التعبير بــ (محمد رسول الله) إلى التعبير بــ(محمد بن عبد الله), وكان ذلك -فقط- في هذه الورقة, وأما في دعوته ومخاطبته للناس فإنه يظهر ويقرر لهم أنه رسول الله, وأن من لم يؤمن به فهو كافر, و....
  وأما عبارات الوثيقة فإنها تغيير للعقيدة السلفية ولأصول الإسلام وأسسه, ففيها: حرية الفكر, وأن عقائد الرافضة الكفرية من المسائل الفرعية, وفيها إلزام أهل السنة بالسكوت عن كفريات الرافضة وعدم التحريض والتحذير من بدعهم المغلَّظة.
  
   3⃣ أن صلح الحديبية كاسمه (صلح) والصلح بين المسلمين والكفار جائز إذا رأى إمام المسلمين أن فيه مصلحة, أما الوثيقة فليست بصلح بل اسمها: (وثيقة تعايش وإخاء), وقد اختار هذا الاسم للوثيقة الطاغوت عبدالملك الحوثي وأقره على ذلك محمد الإمام, كما هو صريح كلام الامام
 
   ولا نعرف أحداً من علماء السنة السابقين واللاحقين أقرَّ مثل هذه الوثيقة مع الرافضة بل حتى مع من دونهم من الفرق -كالأشاعرة-, فكيف وقع محمد الإمام في هذه الهفوة؟!!

   4⃣أن المقصود من صلح الحديبية: تأليف قريش بمداراتهم, وأما المقصود من الوثيقة فهو تنازل أهل السنة عن عقيدتهم بمداهنة الرافضة والسكوت عنهم.
فتأمَّلْهُ فإنه واضح.

   5⃣أن حقيقة صلح الحديبية نصْرٌ من الله وفتحٌ عظيم, كما سمَّاه الله كذلك في كتابه الكريم, فكانت عاقبته: أن دخل الناس في دين الله أفواجاً وفُتحت مكة.
أما هذه الوثيقة فكان عاقبتها:
١-تعطيل جهاد الرافضة مع اعتدائهم.
٢-إذلال أهل السنة واستضعافهم.
٣- أمر أهل السنة بمسالمة الرافضة وبإظهار الموافقة لهم.
٤-حصول الفتنة بالحكم على الرافضة الاثني عشرية بأنهم مسلمون وأن من قاتلهم فالقاتل والمقتول في النار.
٥-استنكار عاصفة الحزم التي شَفَتْ صدور قوم مؤمنين وأذلَّتْ الروافض الكافرين.
٦-كراهة ُ الانتصار على الرافضة وكراهة كسر شوكتهم!!!
وذلك فيما صرَّح به محمد الإمام نفسه بأن (هذا النصر فتنة لا يُفرح به وأن حقيقته: قتْلُ المؤمنين, وأنه انتصار مآله إلى جهنم!!!) -كما في خطبة حماسية في هذا الموضوع ألقاها في ١٥/شوال/١٤٣٦هــ بعنوان "أعفُّ الناس قتلةً أهل الإيمان" , تابعْها في موقعه, واستمع إلى الدقيقة (٣٢), واسمع ما قبله وما بعده.

وإذا استعظمت هذا عن الامام فاستمع إلى الخطبة بنفسك وأنت واضع يدك على قلبك حتى لا تصاب بعلة عند صدمة الخبر!!! -حفظك الله من كل بلاء-

   حقاً إنها -والله- لإحدى الكبر

فإلى أين يا شيخنا؟!!
وما الذي وراء هذا الكلام؟!!!

   وياطلاب معبر
هل لكم موقف من هذه الشنايع التي تصدر من شيخكم؟!
  أم أنكم ترون أنه ما يقول إلا حقاً, حتى ولو صرخ فوق رؤوسكم -بأعلى صوته- بمثل هذه الشنايع؟!!

كتبه:
عبدالرحمن الحضرمي
-كان الله في عونه-
1436/10/24هــْ

Tidak ada komentar:

Posting Komentar